الرئيسية / بقلم الشيخ / وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ؟

وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ؟

 تأمل في الإنسان؛ فإنه ما خلق الله فيه عضواً ولا جارحة،  ولا عَصَباً ولا شعراً ولا بَشَراً إلا لحكمة، ومثالاً على ذلك؛  خلق الله له العينين ليرى، والأذنين ليسمع، والأنف ليشم،   واللسان ليتكلم، والفم ليأكل، واليدين ليعمل، والرجلين ليمشي، وهكذا كل عضو فيه له وظيفة وغاية.

وكله ومجموعه لماذا؟ وما هي غايته؟

تَأَمَّل: أنشأ الله السَّحاب وخلق الرياح لتسوقها، وَكَوَّن منها  مياه الأمطار، وأنزله غيثاً ليحيي به الأرض، وينبت به الزرع والنبات، وسخر كل ذلك للإنسان.

والإنسان خلقه لماذا؟ ما الحكمة مِنْ خلقه  وما هي غايته؟

هل خلقه الله عبثاً؟ هل الإنسان أَقَلُّ شأناً من قطرة ماء، أو نبتة أو شجرة في فَلَاةٍ؟

هل هو أقل نفعاً من النَّحْلة أو دودة القَزّ، أو عالم النمل، أو غنمة أو دجاجة؟ حاشا الإنسان العاقل أن يكون كذلك.

وتعالى الله سبحانه عن الْعَبَثِ، وهو الذي خلق الإنسان وكرمه  وسخر له كل ما خلق، قال سبحانه: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)) [المؤمنون:115: 116]، وقال سبحانه: (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)) [القيامة:36].

إذاً فما هي تلك الحكمة؟ وما الغاية التي خلق الله الإنسان لأجلها؟

هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى- في الدروس التالية…

شاهد أيضاً

إذا أردت الآخرة؛ فطلق الدنيا وانقطع للعبادة!

الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *