الرئيسية / بقلم الشيخ / يا باغي الخير… أقبل

يا باغي الخير… أقبل

أخي الحبيب: هل تشعر بعظمة وحلاوة هذا النداء في أول ساعه من هذا الشهر الكريم…

هل أنت ممن يبتغي الخير برغبة وإقبال وفرحة واشتياق للتعاطي مع هذه الهديه الرمضانية من الله الكريم المنان (قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴿٥٨﴾) يونس.

 ومن أجل هذا أعلنت حالة الطوارئ في الكون، فأغلقت أبواب النار، وفتحت أبواب الجنة، وصفدت الشياطين ومردة الجن.

فاغتنم هذه المنحة، فرمضان موسم للتجارة مع الله، ومحطة للتزود من التقوى، وورشه لصيانة القلب والجوارح، وفرصة لتعويض ما فات.

أخي ابدأ بالاتي:

صفِّر العداد من السيئات بإغلاق مصادرها وأسبابها، وأنت تعرف مواطن ضعفك وعجزك، ضيافتك شهر لتسد العجز من الحسنات وتعوض ما تلف منها وما نقص من الأجور، وترمم ما تصدع من قلبك وما اختل من جوارحك وحواسك، جهز ملفاتك وحاجياتك ومطالبك من مولاك سبحانه، واستغل أعطياته ورحماته، فالضيافة مملوءة بالتسهيلات والإمتيازات.

ووالله إن مكاسب رمضان وحسناته أغلى من عدِّ الجنيهات الذهبية، جهِّز برنامجك الإيماني، وجدولك التعبدي، واجتهد بكل مواهبك وقدراتك وبكل وسيله لتحقيق الهدف من الصيام (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾) البقرة.

واحذر من المفسدات:

  1. لا تغضب أبدا وضع أعصابك -كما يقال في ثلاجة-، فالغضب يضيع المحصول، كما أوصاك حبيبك صلى الله عليه وسلم (لا تغضب) ورددها ثلاثاً.
  2. أمسك عليك لسانك بل قيده بسلاسل المراقبة، لا غيبة، لا نميمة، لا كذب لا شتائم، كما حذرك حبيبك صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
  3. إحذر قطاع الطرق الذين أعدوا لك ما يدمر حسناتك، ويفسد عبادتك، ويحرمك بركة صومك وهم جلساء السوء ووسائل الإعلام الفاجرة.

وأوصيك بثلاث:-

1-  حافظ على الصلوات في أوقاتها مع النوافل.

2-  أكثر من تلاوة القرآن مع التدبر، وحرك لسانك واشغله بذكر الله .

3- راقب نفسك هل أنت كل يوم في تحسن وأكثر شوقاً إلى الله وأكثر لذة في عبادته وذكره.

وراقب قلبك وحواسك وجوارحك هل هي كل يوم أفضل من ما مضى وأقرب إلى الله،  وكما يقال العافية قراريط، واستعن بالمجاهدة والمصابرة والمثابرة حتى تحصل على غايتك (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴿٦٩﴾) العنكبوت.

وأخيراً: كن أحسن مضيف في هذا الشهر الكريم الذي يحمل العطايا والمنح والتي أعظمها وأجلها الفوز بالجنة والعتق من النار، وتذكر كل ليلة (إن لله عتقاء من النار وذلك كل ليلة) أي من رمضان فيا شوقاه لكل راغب ومشتاق.                  

شاهد أيضاً

إذا أردت الآخرة؛ فطلق الدنيا وانقطع للعبادة!

الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *