الرئيسية / بقلم الشيخ / الوحدة: فريضة شرعية، وضرورة بشرية

الوحدة: فريضة شرعية، وضرورة بشرية

تواصلاً مع موضوع الوحدةُ عِبَادةٌ ودِيْن، إليك أخي الكريم هذه الأدلَّة على وجوب الوحدة:

أركان الإسلام:

1)  الشهادتان:

  •  فَـ (أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله) هي رمزُ التوحيد والألوهية والعبودية لله سبحانه، فكل المسلمين يَشْهَدون لله بالوحدانية ودينهم واحد، دِيْن التوحيد.
  •   (وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْل الله) رمز التوحيد للأسوة والقدوة والإتباع لخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله للناس كافَّة، ففي كل يوم وليلة، بل في كل ساعة، بل في كل دقيقة، وثانية كم تُرَدَّد الشهادتان في كل القارات والبلدان والمدن والقرى عبر المآذن وفي المساجد وفي الصلوات يشهدون لله بالوحدانية وللنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة.

2)    الصــــلاة:

أكبر رمز عملي للوحدة فهي الشعيرة التي تؤصل الوحدة بين المسلمين وتزيل كل أنواع العنصرية والأنانية بين الناس.. وَيُدْعَى الناس إليها كل يوم وليلة خمس مرات، وِحْدَة في الجماعة وَوِحْدَة في الصف.. وفي المساواة وفي التَّوَجُّه ووحدة في الهيئات والحركات، لا مَعْلَم أَوْ شَاَرة لأحد ولا تمايز بينهم، ولا ثغرات في الصفوف.

إِمَامٌ واحد.. الكل خَلْفَه يأتمُّون ولا يخرجون عليه وإذا أخطأ ردوا عليه وأعانوه وذَكَّرُوه، وبسبب هذا المشهد أسلم الكثير من  الجيش الأمريكي والغربي في حرب الخليج… قال سبحانه: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)) [البقرة: 43]، ولهذا نهانا الشرع عن إقامة أكثر من جماعة في وقت واحد في مكان واحد.

انظر إلى المساجد الكبرى كالحرمين المكي والمدني، الملايين يستوون ويصفُّون في دقائق أو ثوان.

مَنْ منهم ينظرُ إلى الإمام أو ينظر الإمام إليهم ، ومَن منهم معه مكانٌ خاص… الكل أمة واحدة، يعبدون إلهاً واحداً ويتجهون لقبلة واحدة ويقتدون برسول واحد محمد r.

وتأتي صلاةُ الجمعةِ تؤكد وتجدد وتعمق الوحدة بشكل أكبر فالكلُّ يستعد لها بالاغتسال والطهارة واللباس والطِّيب ويؤدونها في المساجد الكبيرة ويستمعون للخطبتين ويتصافحون…

وتأتي صلاة العيدين تعمق وتوسع معنى الوحدة بشكل أكبر ويجتمع الناس لها في المصَلَّيَات الكبرى والساحات الواسعة ويشهد الصلاة النساء والأطفال، وتعم الناس الفرحة بالعيد.. وكذلك بقية الصلوات كالاستسقاء والكسوف والجنازة والخسوف إلى قبلة واحدة وفي كل الصلوات تُقْرأ في كل ركعة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)) [الفاتحة: 2]، فكل العوالم ربها واحد سبحانه وتعالى.

3)    وتأتي الشعيرة الثالثة… الـزكـاة:

رمز وأساس للوحدة المعيشية والاقتصادية فيدفعُ الأغنياء زكاة أموالهم في كلِّ ما يجب فيه الزكاة للفقراء فتتآلف القلوب وتتوحد، وتتطهر النفوس من الغِلِّ والحَسَد.

4)    ويأتي الصوم الشعيرة الرابعة:

فيبني ويعمق الوحدة في الأمة، فبتكبير وأذان واحد يمسكُ الجميعُ عن الطعام والشراب وغيرهما من منهيات الصوم، وبتكبيرٍ واحدٍ عند الغروب يأكلون ويشربون.

وفي شهرٍ واحدٍ يصومُ المسلمونَ.. وِحْدَةٌ في الجوع والعطش ، يشترك فيه الجميع ويشعر الأغنياء بجوع الفقراء.

وكم تُؤَدَّى وتقام فيه من عبادات كلها تعمق الوحدة والمحبة والألفة في القلوب والمشاعر والأماكن.

5)    ويأتي الحـــج:

المحطة والمدرسة الكبرى والموسم الأعظم لكل معاني ومظاهر الوحدة بين المسلمين من مئات البلدان ومختلف الأوطان والألوان وعشرات اللغات، الكل يجمعهم وِحْدَة العقيدة والهدف والمنهج، وَوِحْدة المظهر والغاية والطلب.

إحرام واحد، وطواف وسعي ومبيت ووقوف واحد، وفي كل ذلك تعارف وتآلف وتظاهرات ومشاهد تزول فيها كل أنواع العنصرية والطائفية والأنانية، والكل يرجو أن يعود من موسم الوحدة والأخوة ركنُ الحج إلى بلده وأهله نقياً طاهراً من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

  • وكذلكَ فريضة الجهاد:

قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)) [الصف: 4].

وللحديث بقية إن شاء الله.

شاهد أيضاً

إذا أردت الآخرة؛ فطلق الدنيا وانقطع للعبادة!

الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *