الرئيسية / بقلم الشيخ / التَّشَيُّع في اليمن

التَّشَيُّع في اليمن

التَّشَيُّع في اليمن

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتَّبع سنته إلى يوم الدين… أما بعد:

فإن الرَّافضةُ يهدفون إلى إقامةِ مشـروعهم الإستكباري العنصـري تحت لافتة التباكي على أهل البيت، ودعوى استرداد حقهم المنهوب والمغصوب والضائع، وتحت ذريعة نُصرتهم، بالانتقام من خصومهم المتمثلين في أمة الاسلام، وبالذات العرب، وتحت دعاوى ومزاعم الحق الإلهي والاصطفاء والاختصاص لسلالتهم…

وأخطر ما في مشـروعهم هو التشكيك والطعن في الوحي المعصوم، والإساءة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم بالإفتراءات والأكاذيب… والطعن في خير أمة أخرجت للناس، وتشويه أهل البيت وتصويرهم بأنهم نقمة ومصيبة على هذه الأمة، وأنَّ برهان محبتهم يعني العداوة والبغضاء والجهل والتعصب الأعمى، والكبر والاستعلاء، وإعلان الحرب والإنتقام من أمة الإسلام في الماضي والحاضر.

التَّشَيُّع في اليمن في الماضي

  • كان التَّشَيُّع الموجود في بعض مناطق اليمن لا يعني التشكيك في القرآن، ولا الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، ولا الطعن في أمهات المؤمنين.
  • ولم يكن في التَّشَيُّع الماضي قبل ظهور المشـروع الإيراني إقامة الحسينيات والإحتفالات المشحونة بإثارة النزعات الطائفية وتعميق الطبقية.
  • ولم يكن التَّشَيُّع يعني إعلان الحرب على المخالفين للسلالات والأسر التي تدَّعي لنفسها الأفضلية تحت شعار “لبيك يا حسين”، “لبيك يا أبا عبدالله”.
  • ولم يكن لحكام اليمن أي نشاط في نشر فكرة التَّشَيُّع في كل مناطق اليمن، ولم يكن التَّشَيُّع من قبل يعني تصديره إلى المناطق ذات الأغلبية السنية كما نرى شيعة اليوم يقومون بتصديره وفرضه بالقوة.
  • ولم يكن التَّشَيُّع يعني دفن الزيدية المعتدلة، واستبدالها بالإثني عشـرية والعقائد الباطنية، وهل كان للاحتفالات والمناسبات العدائية التي تقام هذه الأيام وجود.
  •  هل الذين كانوا يغالون في التَّشَيُّع في آل البيت بغير علم؛ وإنما تبعاً لسياسة الأئمة؟ يفعلون ما يفعله شيعة اليوم.
  • فيما مضى كانت الصدور سليمة من الغل والحقد والتفرقة، حتى نشأت الحركة الحوثية الرافضية وظهرت معها الفُرْقَة والفتن والأحقاد…

وهنا أوجه سؤالاً لمن تَحَوَّل إلى شيعي:

كيف كنت من قبل؟ هل كنت تسب أو تكره أحداً من أهل البيت؟

كان صدرك سليما من الغل والحقد، وكنت محباً لكل المسلمين وتكره الكفر وأهله، فكيف تحولت إلى حقود ومتحامل تؤذي إخوانك المسلمين وتحمل السلاح عليهم.

وأيُّ الحالين خير لإيمانك: الحالة الأولى، أم الثانية؟

الرافضة ينهجون نهج اليهود في التهجير والتفجير:

فمن لم يعتقد في الصحابة – رضي الله عنهم- أنهم مغتصبون لحق آل البيت في الولاية فجَّروا بيته وهجَّروه من بلده، حتى أنَّ الذي استوطن المنطقة منهم ولم يكن من أهلها، ونصَّب نفسه فيها حاكما بالقوة، أذلَّ أهلها وشرَّدهم منها.

ومن المفارقات العجيبة أنَّ الرافضة وأتباع الحوثي يتحركون ويتنقلون في طول البلاد وعرضها ولا يؤذيهم أحد من أهل السنة، بينما لا يستطيع ذلك المعارضون لهم المهجَّرون من بلادهم العودة إليها، فهم مهددون إما بالحبس أو التعذيب أو القتل.

ومن خلال الواقع والمُشَاهَد: نجد أن الرافضة لا يمكن أن يتعايشوا مع غيرهم في منطقة لهم فيها غَلَبَة إلا إذا كانوا قاهرين مُسْتَعْلِيْن، وبشـرط أَلاَّ يَشْعر غيرهم بالحرية والكرامة والمواطنة المتساوية، وأن أي خروج على سياستهم واستعلائهم يَعُدُّوْنَهُ عَدَاءً لآل البيت.

(رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [يونس:٨٥ ]، (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) [آل عمران:٨ ].

 اللَّهُمْ لاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينَنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِا إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونِيْن.

شاهد أيضاً

إذا أردت الآخرة؛ فطلق الدنيا وانقطع للعبادة!

الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *