الرئيسية / بقلم الشيخ / القرآن الكريم والسنة النبوية هما المرجع عند الاختلاف

القرآن الكريم والسنة النبوية هما المرجع عند الاختلاف

الحمد لله رب العالمين، الهادي عباده إلى الصـراط المستقيم، وأصلِّي وأسلِّم على البشير النذير، والسـراج المنير محمد النبي الأمي الطَّاهر الزَّكِي، وعلى آله وصحبه والتابعين، يقول الله سبحانه:(وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام:55].

إن من واجب كل مسلم أن ينصـر دينه ويدافع عنه، على هداية وبصيرة. وإن من رحمة الله بنا أن فرض علينا أن نسأله الهداية في كل ركعة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة: 6] . وفرض علينا أن نوالي خيار خلقه، وهم الذين خصهم بنعمته : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) [الفاتحة: 7]. وفرض علينا المفاصلة والبراءة ممن غضب عليهم، وهم الذين عرفوا الحق وانحرفوا عنه إلى غيره: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) [الفاتحة: 7]. وممن آثروا البقاء في الظلام والضلال: (وَلَا الضَّالِّينَ).

فمن سأل الله الهداية مخلصاً صادقاً وجد الإجابة في الصفحة الثانية من المصحف في أول البقرة: (الم ﴿١﴾ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) [البقرة: 1-2] .

وعندما تكثر الفتن والشبهات ويلتبس على الناس تمييز الحق من الباطل، لا ملاذ لهم إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلـم.

  • وكلام الله ورسوله فوق كل كلام، ومُقَدَّم على كل قول، كما قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ) [الحجرات: ١٠].
  • v ونحن مُتَعَبَّدُون بطاعة الله وطاعة رسوله: (وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [الأنفال: ١].
  • والكتاب والسنة هما المرجعان المعصومان والحاكمان في كل اختلاف، كما قال سبحانه: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ) [النساء: 59].
  • والقرآن هو الحجة البالغة: (قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ) [الأنعام:١٤٩].
  • ولا يجادل في آياته إلا الكافرون، كما قال سبحانه: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّـهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) [غافر: ٤].
  • ويعلم الله أن من الناس مَنْ هو مريض مرتاب، يُقَلِّبُ رأسه عند سماعه للقرآن مكذباً له، وسيكون عليه حسـرة، كما قال سبحانه: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) [الحاقة:٤٩–٥١].
  • وكل ما فيه من تحليل أو تحريم، أو أمر أو نهي، أو وعد أو وعيد، أو تبشير أو تحذير، حق وصدق، لا يُبَدَّل ولا يُغَيَّر إلى يوم القيامة، كما قال سبحانه: (أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) [الأنعام:114]، تأمل الآية التي بعدها: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الأنعام:115].
  • ومن لعنه الله في كتابه وسخط عليه وبشره بالنار في الدنيا قبل أن يموت، سيبقى كما قال، لا تنفعه محبة من كفر بالله وجحد بآياته، ومثال ذلك قوله سبحانه: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴿١﴾ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴿٢﴾ سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴿٣﴾ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) [المسد:4:1].
  • ومن  رضي الله عنه في كتابه وأثنى عليه في الدنيا قبل أن يموت وبشره برحمته وجنته سيبقى مرضياً عنه كما قال، لا يضره سخط المكذبين، كما قال سبحانه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: ٦٣- ٦٤]. وَمِنْ هؤلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلـم.

فالقرآن الكريم هو الكتاب المعصوم المصون المحفوظ، وبآياته نحاور إخواننا المتعاطفين مع الشيعة الرافضة ثم بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلـم الذي لا ينطق عن الهوى، والتي لا تتناقض مع القرآن فهي المفصلة والشارحة للقرآن الكريـم، والمكملـة لأحكـام الـديـن، كمـا قـال سبحـانه: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل:44] .

وكما قال صلى الله عليه وسلـم: (لقد تركتكم على مثل البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك) (ابن ماجه، عن العرباض بن سارية، وابن أبي عاصم في السنة، وهو في صحيح الترغيب والترهيب).

 وعلينا جميعاً الاستجابة والسمع والطاعة لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليـه وسلم، كما قال سبحانه: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور:51].

وكيف يمكن لمسلم أن يقدم كلام البشـر وآرائهم واجتهاداتهم على كلام الله وكلام رسوله صلوات الله عليه وسلامه، فالقاعدة الصحيحة هي رد كل الآراء والاجتهادات إلى الكتاب والسنة، فما وافقهما فعلى الرأس والعين، وما خالفهما ضربنا به عرض الحائط، وهذا ما يجب أن نحرص على الالتزام به، وأن نضع الجميع أمام الحقائق عارية من كل لبس أو غموض، وبعيداً عن أي تدليس أو تضليل، ليقف كل منهم أمام عقله وضميره، وشعوره وإحساسه، بإنصاف وفهم وإدراك، فالأمر خطير جداًّ، ومئاله وعواقبه وخيمة على مجتمعنا وبلادنا حالاً ومآلاً دنيا وآخره.

وفي هذه القضية الإيمانية العقائدية، سيكون لنا معك أخي القارئ الكريم لقاءات أخرى.

     *    *  *

شاهد أيضاً

إذا أردت الآخرة؛ فطلق الدنيا وانقطع للعبادة!

الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *